أعلن فاليري لوشينين المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى ممثلية
الامم المتحدة في جينيف يوم 2 ديسمبر/كانون الاول ان التقرير الخاص
بالاضطرابات في سورية الذي تم اعداده للنظر فيه من قبل مجلس حقوق الانسان
لدى الامم المتحدة لا يمكن اعتباره تقريرا موضوعيا. وقال لوشينين:" تتلقى
الاسرة الدولية تصورات منحازة واحادية الجانب عما يحدث في سورية. وللاسف
يكمن في ذلك قصورالتقرير، اذ انه لا يعكس واقع سورية". جاء ذلك اثناء
مناقشة تقريرمستقل تتهم فيه السلطة السورية بارتكاب جرائم ضد الانسانية في
مجلس حقوق الانسان لدى هيئة الامم المتحدة.
وأوضح الدبلوماسي الروسي
انه ليس بوسع أصحاب التقرير تقديم صورة موضوعية عما يحدث في سورية، لانه
لم تتح لهم فرصة للعمل في هذا البلد. واضاف لوشينين قائلا:" نحن ننصح
سورية باصرار بابداء انفتاح وتمكين الخبراء الدوليين من العمل في اراضيها".
ويتوقع
المسؤول الروسي ان يتبنى اجتماع مجلس حقوق الانسان يوم 2 ديسمبر/كانون
الاول تقريرا يتهم السلطة السورية بارتكاب جرائم ضد الانسانية جراء
العملية الهادفة الى قمع الاحتجاجات الموجهة ضد النظام التي بدأت في
مارس/آذار الماضي.
وأعلن لوشينين في كلمة ألقاها في اجتماع المفوضية
ان الوضع في سورية يجب تسويته بالمراعاة الصارمة لمبادئ القانون الدولي
وأحكام ميثاق الامم المتحدة والاحترام الكامل لسيادة البلاد ووحدة اراضيها.
وحذر
الدبلوماسي الروسي من التدخل غير الشرعي في شؤون سورية ولو بحجة حماية
السكان المسالمين وتقديم المساعدة الانسانية مما قد يؤدي الى عواقب وخيمة
لا يمكن التكهن فيها.
واشار لوشينين الى ان روسيا تتابع بقلق بالغ
التطورات المأسوية في سورية ودعا كل الاطراف الى الايقاف الفوري للعنف
والجلوس الى طاولة المفاوضات . واضاف قائلا:" لا يمكن ايجاد حل طويل الاجل
للمشكلة في مصلحة الشعب السوري كله الا من خلال الاستعانة بطرق سلمية
والحوار الوطني الشامل.
ونوه الدبلوماسي الروسي من جهة اخرى ان القوى
الخارجية المعنية بتقويض الاستقرار تستمر في اضرام النزاع مشكلةً مجموعات
مسلحة متطرفة تغذي باموال واسلحة خارجية.
وتسائل المندوب الروسي
عما هو هدف لاجتماع مجلس حقوق الانسان وقال:" اذا كان هدفه الحرص على
مراعاة حقوق الانسان فمن الضروري بذل الجهود الجدية البناءة غير المنحازة
بناءً على التقييم الموضوعي للوضع، علما ان جامعة الدول العربية قد استعرضت
على المستوى الاقليمي مثل هذا الموقف". واضاف قائلا:" لكن اذا كان هدف
الاجتماع ايجاد حجج للتدخل في الشؤون الداخلية وتغيير السلطة في البلاد
قسرا فان مثل هذه الاعمال لا تنزع الثقة عن مجلس حقوق الانسان وفكرة حقوق
الانسان نفسها فحسب بل وتقوض اسس القانون الدولي وتتسبب في انتهاك ميثاق
الامم المتحدة. ولا يمكن ان نوافق على هذا الموقف".
يذكر ان اجتماع
المجلس يجري بمبادرة من بولندا التي تمثل الاتحاد الاوروبي. وقامت 69 بلدا
بما فيها الاردن والكويت وقطر وليبيا والسعودية بتأييد فكرة عقده.
مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة تدعو الى اتخاذ خطوات هادفة الى حماية السوريين
دعت
نافي بيلاي مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة يوم 2 ديسمبر/كانون الاول
الاسرة الدولية الى اتخاذ الاجراءات الهادفة الى حماية المدنيين السوريين
من "الاضطهادات التي تمارسها دمشق بحقها". وقالت بيلاي ان "أعمال السلطة
السورية ستؤدي الى اندلاع الحرب الاهلية الحقيقية في حال عدم ايقافها".
واضافت :" يتوجب على الاسرة الدولية اتخاذ الخطوات العاجلة والفعالة لحماية
الشعب السوري لان السلطات السورية عاجزة عن حماية مواطنيها".
واشارت
بيلاي الى المعطيات الاخيرة الصادرة عن هيئة الامم المتحدة التي تفيد
بسقوط ما يزيد عن 4 آلاف شخص و307 طفلا ضمنا. ويقبع 14 ألف شخصا في السجون.
محلل سياسي سوري: نصف القتلى السوريين الاربعة الاف هم من العسكريين
قال
المحلل السياسي السوري طالب إبراهيم لقناة "روسيا اليوم" ان تقرير مفوضة
الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول القتلى الاربعة آلاف الذين قتلوا على يد
رجال الأمن لم يتطرق الى ان نصف القتلى هم من العسكريين في الجيش السوري،
اما معظم النصف الثاني تم قتلهم على ايدي العصابات المسلحة.
واضاف
المحلل ان الخطوة الروسية بتسليم دمشق منظومة صواريخ مضادة للسفن تأتي في
اطار التعاون الحقيقي بين الشعبين الروسي والسوري، وستكون بمثابة تعزيز
للأمن والاستقرار الاقليمي. وأكد على ان التدخل العربي والامريكي في الشأن
السوري هو الذي يمنع معالجة الأزمة بصورة صحيحة ومنطقية والشارع السوري
يطالب حكومته بوقف التعامل مع الدول العربية.