أشار الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة اجراها معه
برنامج "اخبار الاحد" بثته قناة "الاولى" التلفزيون الروسية مساء 30
أكتوبر/تشرين الأول، الى انه من المستحيل تكرار السيناريو الليبي في
سورية.
وتعليقا على موافقته الادلاء بتصريح لقناة التلفزيون الروسية،
اشار الاسد الى ان وسائل الاعلام الغربية متحيزة على الدوام. وهذا يتعلق
ليس بفترة الازمة فحسب، بل وحتى في الفترات العادية، ولديها تحامل بشأن
الوضع. ووسائل الاعلام هذه، حسب قوله، لا تعمد الى تحليل هذه الظاهرة او
تلك بعمق.
ونوه الاسد بأن سورية تدرس دائما كافة احتمالات تطور
الاوضاع حتى تلك المشاكل التي لا تشير اليها وسائل الاعلام. ولكنه اكد انه
عندما يتعرض الوطن لتهديدات عسكرية ويوجد تهديد للامن القومي، فان الحديث
عن تناسب القوى يصبح بلا معنى. وفي هذه الحال، تابع الاسد، ليس مهما من هو
القوي ومن الضعيف، واردف قائلا انه اذا كان هناك دولة غير كبيرة وضعيفة
والخصم كبير وقوي فمن الطبيعي ان تتم حماية البلاد بغض النظر عن تناسب
القوى.
ولفت الى ان تقديرات الاطراف الاخرى حول هذا السيناريو لتطور الاحداث لا تعتبر امرا سهلا.
واكد
الاسد ان سورية بلد تتجمع فيه كافة او معظم الخصال، التي تتميز بها بلدان
الشرق الاوسط، وهذا يتعلق بالدين والثقافة والطوائف والشعوب. وقال ان هذا
بلد، ان امكن القول رمزيا، توجد فيه طبقتان من الهزات الارضية، وان محاولة
الاخلال باستقرار احداهما، يؤدي الى هزة قوية، تلحق الضرر بكل المنطقة
والبلدان التي تقع بعيدا عن سورية. واذا حدث هذا في الشرق الاوسط، كما
اشار الاسد ، فسيكون له انعكاس في كافة انحاء العالم.
كما اكد بشار
الاسد لدى التطرق الى مظاهرات المعارضة، على ان لدى سورية اليوم مئات
القتلى من افراد الجيش والشرطة وقوى الامن. وتساءل كيف قتلوا؟، وهل لقوا
مصرعهم ابان المظاهرات السلمية؟، وهل لقوا مصرعهم بسبب الهتافات ؟ ، واجاب
كلا ، انهم قتلوا بالسلاح الناري، وبالتالي، اننا نواجه اشخاصا مسلحين.
الاسد يؤكد تهريب السلاح من خارج سورية واستخدام الارهابيين في بعض الحالات لالغام مضادة للدبابات وقال
الرئيس السوري انه من غير المعروف مصدر السلاح، من اسرائيل او من دولة
اخرى لديها مثل هذا السلاح. واشار الى ان هناك قنابلا والغاما تزرع في
اماكن اقامة السكان المدنيين، وادى هذا في عدد من الحالات الى وقوع ضحايا.
واستهدفت الالغام، حسب قوله، منتسبي هيئات الامن والشرطة وافراد الجيش.
واضاف انه كانت هناك ايضا حالات استخدمت فيها الغام مضادة للدبابات، وهذه
حالات جديدة، وخطرة جدا، حسبما ذكر الرئيس السوري.
واعتبر انه بعد
مرور 7 اشهر منذ اندلاع الازمة في سورية لا توجد معلومات كاملة حول
الاحداث، ولكن في مجرى التحقيق واستجواب الارهابيين الذي جرى مؤخرا اصبح
واضحا انه جرى هناك تهريب للسلاح عبر الحدود السورية من دول مجاورة وجاءت
الاموال من اشخاص قاطنين في الخارج . وقال اصبحت لدينا معلومات الان عن
الاشخاص الذين يقومون بمثل هذه النشاطات في الخارج ، وفي اكثر من بلد .
واعتبر
الرئيس الاسد ردا على سؤال عمن تمثل المعارضة، ان الجواب عليه سيصبح واضحا
بعد الانتخابات، مشيرا الى ان وجود احزاب وانتخابات جديدة، بما فيها
الانتخابات المحلية والبرلمانية التي ستجري قريبا، ستقدم جوابا عمن تمثل
المعارضة.
ونوه الاسد بأن الحكومة تعمل مع جميع القوى السياسية
القديمة منها وكذلك التي ظهرت خلال الازمة الحالية. وقال ان النظام لا يحدد
من منهم يستند الى تأييد الجماهير ومن لا، وان جوابا اكثر وضوحا سيأتي
بعد الانتخابات، متوقعا انها ستجري في فبراير/شباط من العام القادم.
ولدى
الاجابة عن سؤال حول امكانية تكرار السيناريو الليبي في بلاده، اشار
الرئيس بشار الاسد الى ان سورية ليست ليبيا، وهي بلد آخر من الناحية
الجغرافية والديموغرافبة والسياسية والتاريخية، وان اي سيناريو من هذا
النوع سيكلف منفذيه غاليا، كما لا يمكن تنفيذ مثل هذا السيناريو في سورية
عمليا.
الأسد يؤكد انه يعول على استمرار الموقف الروسي الداعم لدمشق وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه يعول على استمرار الموقف الروسي الداعم لدمشق، والداعي إلى المحافظة على استقرار العالم.
وقال
الأسد في اللقاء إن سورية تعول على روسيا التي ترتبط معها بعلاقات
تاريخية.. مؤكدا دور روسيا المهم جدا منذ الأيام الأولى للأزمة بحكم
التواصل الدائم مع الحكومة الروسية، وأضاف انه اطلع الاصدقاء الروس
بالتفصيل على مجرى الأحداث.
وشدد الأسد على أن سورية تراهن على دعم روسيا لبلاده، وأن تساهم في تعزيز الاستقرار في العالم.
وأشار
الرئيس الأسد إلى أن روسيا لعبت دوراً مهماً في الساحة الدولية، وهذا بدا
واضحاً في استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن هذا الموقف
ينطلق من معرفتها بمخاطر التدخل السياسي أو العسكري في الشؤون الداخلية
السورية.
المصدر: القناة الأولى للتلفزيون الروسي
الرئيسية 
