دبلوماسية سورية ..

عودتنا الدبلوماسية السورية على اتئادها و رزانتها و عقلها البارد الذي يصيب خصومها بالجنون..عودتنا على عدم الانجرار وراء الانفعال مهما كان الظرف معقداً..عودتنا على مفاجأة أعدائها بردات فعلها و مباغتتهم بمواقف من حيث لا يحتسبون..عهدنا بها الرصانة و الذكاء.. و وعدنا أيضاً و هي التي لم تخيبنا يوماً أيها الأحبة..نعم التفاصيل مهمة لكن الأهم هو استراتيجية الحل و تجيير كل التفاصيل و التكتيكات من أجل الاستراتيجية..

بالأمس نشّفنا ريق سوزان رايس في مجلس الأمن و شطرنا العالم إلى معسكرين و بقيت سورية خط الصدع الذي لا يمكن لأحد أن يمسه

ثم ماذا؟
المبادرة كما نراها هي نصر مرحلي و الوقت كفيل بأن نتأكد كم هي الدبلوماسية السورية صلبة و رصينة و ذكية و حكيمة..

قراءتنا الأولية للورقة تجعلنا متيقنين أن جمعتهم القادمة ستكون صراخاً في وجه الجامعة العربية..ببساطة لأن ما جاء في متن الاتفاق عرّاهم و سمى الأشياء بمسمياتها و اعترف بوجود مؤامرة و رفض التسليم بالحوار خارج سوريا بما يعنيه ذلك من عدم الاعتراف بالمجلس اللاوطني و أصر على استبدال كلمة "سحب الجيش" بــ"المظاهر المسلحة" بما يعنيه أيضاً من اعتراف بوجود هذه الجماعات الإرهابية التي يقتضي استمرار وجودها وجود الجيش. أما في موضوع إخلاء المعتقلين على خلفية الأحداث السابقة فقد سبق التوطئة لهذا الموضوع و صدر ما يشبه الوعد بإخلاء المعتقلين ممن لم تتلوث أياديهم بدماء الشعب السوري قبل عيد الأضحى. هؤلاء قد يبقون سنة أو سنتين في السجن و يخرجون من دون منّة من الدولة و من دون ثمن ..و مرة اخرى الشاطر هو من يعرف كيف يبيع خصمه من سلته.

أما في موضوع - السماح للإعلام العاهر و السماح له الدخول فهذا الموضوع بالتحديد هو ما كان طلب سورية الذي لم تستجب له القنوات العاهرة و الآن لا يوجد ما يمنعها طالما ادَّعت سابقا منعها من التغطية و هذه القنوات و إن دخلت فقد دخلت عارية من كل مصداقية بعد 7 شهور من مجابهتنا لها و لن يكون ثمة خوف منها و سنستمر في معركتنا معها حتى النصر..لا خوف

كما قلنا في السابق قد يستعجل البعض في قراءة الأمور و يغرق قليلاً في التفاصيل لكن ما رُفض منذ أول يوم لا يمكن أن تقبل به الدبلوماسية السورية بعد سبعة شهور من التضحية و الصبر و الأثمان التي دفعناها..من عنده برهان على أنها فعلت سابقاً فليقدمه..أليس عهدنا بها أن تقودنا من نصر إلى نصر؟ أليس عهدنا بها أن تركع كل من تآمر و تورط؟ أليس عهدنا بها أن تطوّع كل أعدائها و تروض كل الذئاب و تحولهم إلى أرانب تترجى رضا الأسد.

ثقوا بالربان فهو لم يعودنا إلا على مغازلة شواطيء النصر و قيادتنا من سؤدد إلى سؤدد ..