لجنة "الجامعة العربية" تقود السعار الإعلامي المسموم !!

أن تتبنى اللجنة المنبثقة عن الجامعة العربية ومضمون رسالتها التي بعثتها أمس للحكومة السورية، تقارير إخبارية ملفّقة فبركتها قناتا الجزيرة والعربية، فإن هذا يشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها؟!.. وأن قطر التي اخترقت الجامعة العربية ماضية في المؤامرة حتى النهاية، خاصة وأن دعوة ما يسمّى المعارضة السورية أمس كانت واضحة وصريحة بطلب الحظر الجوي كمقدمة للتدخل الخارجي (العسكري)!!.



من نافل القول: إن هذه اللجنة التي تقودها قطر ووافقت سورية على استقبالها، كان حرياً بها أن تقف على الحياد في قراءة الأمور والوقائع وحقيقة الأحداث قبل أن تتبنى تلك الرسالة التي تتهم السلطات والجيش بالقتل والعنف؟.. ولاسيما أن السوريين الأقرب إلى الأحداث في مدنهم وقراهم استغربوا هذه الرسالة في هذا الوقت الذي تشهد فيه سورية هدوء وعودة للحياة الطبيعية، بل يحضر البعض أنفسهم للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيقوده السيد الرئيس بشار الأسد شخصياً.



ما الذي ترمي إليه اللجنة العربية من هذا التصعيد والسعار الإعلامي المحموم والمسموم في الوقت ذاته، ولماذا هذه الرسالة التي تبدو وكأن أحد مذيعي (الجزيرة أو العربية) قد أعدّها وكتبها واختار مفرداتها؟!.. ولماذا تتجاهل اللجنة حقيقة الهدوء الذي تعيشه سورية وتتعامى مثلاً عمّا كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية من أن تركيا تؤمّن المأوى لمجموعات مسلحة من (المعارضة السورية) ولبعض العسكريين الفارين من الجيش السوري، وتسمح لهم بتنسيق هجمات عبر الحدود من داخل معسكر يحرسه الجيش التركي، وأن إحدى هذه المجموعات المسلحة أعلنت يوم الأربعاء عن تبنيها مقتل تسعة من الجنود السوريين؟!..



ثم ألم ترفض اللجنة أي تدخل خارجي، إذاً كيف تسمح للبعض بالمطالبة يوم أمس جهاراً نهاراً وتحت يافطة (الحظر الجوي) بالتدخل الخارجي، أليس المطلوب من اللجنة أن تساهم في تأمين مناخ خصب للحوار الذي دعت إليه الجامعة، وأن تقرأ الأمور قراءة واقعيّة، لا أن تتبنى خطاباً تصعيدياً، يمسّ بشكل أو بآخر السيادة السورية وكرامة الشعب السوري؟!.. وتستبق اجتماع اللجنة القادم لانتزاع أوراق ضغط تقوّض الجهود السورية الحثيثة لاحتواء الأزمة وحلّها، بما لا يؤثر ولا يتعارض مع الثوابت السورية التي تعرفها جيداً (جامعة الدول العربية)!!.



السوريون الذين أبدوا موقفاً مبكراً وحذراً من هذه اللجنة استوقفتهم تلك الرسالة، وذلك التصعيد الإعلامي، مدركين أن الجامعة العربية التي أفقدها البعض دورها العروبي، لم تعد إلا مطيّة خليجية سهلة لتمرير ما تريده رأس حربة المؤامرة ضد سورية، ونقصد بذلك بوضوح ودون مواربة مشيخة قطر(التي طالبت في الاجتماع إياه بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية)، والتي لا دور لها اليوم إلا القتل والتدمير وخلق أسباب الفتنة والاقتتال، وهذا ما بدا جلياً في رسالة الأمس؟.



التصعيد الإعلامي المسموم يُفشل الحوار ويعكّر صفو المدن والبلدات السورية، ويذكّرنا بأن كل خطوة كانت تتخذها سوريّة لحل الأزمة كانت تقابل بتصعيد مماثل.. غير أننا سنتجاوزه كما تعوّدنا سابقاً، لأن الشعب السوري الأقدر على حل مشكلاته اختار الحوار الوطني طريقاً وسبيلاً للحفاظ على وطنه، وسيصمّ أذنيه عن عسل الجامعة العربية الطافح بالسم الزعاف!!