الجامعة وسورية وشدّ الحبل ..

تقرر الجامعة مبادرة لسورية جرى صوغها بلغة استفزازية والهدف معروف ، أن ترفض سورية بعزة نفس وكبرياء المبادرة قبل ان تفكر بالسياسة.

فكرت سورية وفاوضت وفاجأتهم بالقبول بعد إدخال تعديلات تتناسب مع حقيقة الأزمة، فاستبدل سحب الجيش بإلغاء المظاهر المسلحة ، ووقف قتل المتظاهرين بوقف العنف من جميع الأطراف ، وبقي التحضير للحوار دون تحديد مكانه .

أعلنت "معارضة إسطنبول" المحمية من الجامعة رفض الحوار. وأعلنت واشنطن الواقفة خلف الجامعة رفض إلقاء المسلحين سلاحهم. وقبل انقضاء المهلة التي حددتها الجامعة قررت تحميل سورية المسؤولية وقررت تعليق مشاركة وفودها في منظمات الجامعة .

رفضت سورية ترك الحبل، فأرخته من طرفها رغم شد الجامعة ، ودعت الى قمة عربية و أعلنت استعدادها لاستقبال بعثة تقصي حقائق من الجامعة، فارتخى الحبل المشدود وجرى صوغ مذكرة لإرسال مراقبين تشبه المذكرة لشدة الاستفزاز فيها ، وطلبت سورية تعديلات، فرفضت الجامعة وقالت إنها تعطي تفسيرات فقط. أرخت سورية الحبل مرة أخرى وقبلت المبدأ وأرسلت طلباتها للتفسير، فارتخى الحبل مرة أخرى، وأجابت الجامعة، فقبلت سورية التفسير وطلبت إلغاء لغة العقوبات، فأعطت الجامعة الى سورية مهلة يومين للتوقيع .

هذا يعني:

- ان الجامعة لا تبحث عن حل بل عن تصعيد بلا تبرير.

- ان الجامعة لا يهمها حل الأزمة بل تنفيذ تعهدات للخارج بالذهاب إلى تقديم منصة له لاستهداف سورية.

- ان سورية الممسكة بالزمن المتبقي قبل الانسحاب الأميركي من العراق والواثقة بتماسك غالبية شعبية في وجه استفزازات الجامعة والخارج، والواثقة بقوة جيشها في وجه عمليات التخريب ، لن تشد الحبل لينقطع ولن ترخيه ليقع.

- سورية ترخي الحبل وتشده على إيقاعها هي، ولو ظنوا اشياء اخرى.

- الحبل سوري واليد سورية والزمن سوري

بقلم / ناصر قنديل