اعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي امام طلبة الجامعة الدولية
الحرة في كيشينيوف عاصمة جمهورية مولدافيا اليوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني،
انه "ينبغى ان تجرى الاصلاحات السياسية والاقتصادية من خلال حوار السلطات
والمعارضة، وبمشاركة كافة التنظيمات الاجتماعية السياسية، وعلى اساس التخلي
عن كافة اشكال العنف. وهذا يتعلق سواء بسورية او كافة البلدان الاخرى في
الشرق الاوسط وفي المناطق الاخرى".
واضاف الوزير الروسي ان "احداث
السنوات الاخيرة توفر الكثير من الادلة على انه من المستحيل ان يشكل التدخل
الخارجي العسكري وسيلة فعالة لحل المشاكل، التي تواجهها هذه الدول او
تلك".
وقال انه في ظل بقاء الاوضاع دون حل في افغانستان والعراق،
وكذلك في ليبيا، فان سلوك نهج التهيئة لعمليات تدخل جديدة يعني خلق فوضى في
العلاقات الدولية عموما. وأكد : "ومراعاة لهذه التصورات فاننا على قناعة
بان العقوبات، ناهيك عن العمليات العسكرية، طريق مسدود".
لافروف: رفض خطة الاتحاد الافريقي السلمية.. خطأاكد
لافروف ان الناتو، الذي اخذ على عاتقه تنفيذ تخويل مجلس الامن الدولي
بحماية السكان المدنيين في ليبيا، شارك من حيث الجوهر، في الحرب الى جانب
احد طرفي النزاع المسلح. وخرق الناتو بشكل فظ الحظر على توريد السلاح، وقام
بمهمة تغيير النظام في ليبيا، مما ضاعف عدد الضحايا البشرية". ووصف لافروف
قرار رفض خطة الاتحاد الافريقي السلمية لتسوية الوضع في ليبيا آنذاك بأنه
خطأ.
واضاف: "اننا لا نود ان يتكرر هذا التدخل الخارجي، الذي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي، في النزاعات الداخلية الاخرى".
لافروف: القوة الاقتصادية والمالية توفر النفوذ السياسي، ومن الضروري تغيير نظام ادارة شؤون العالمولدى
الاجابة عن اسئلة الطلبة، قال لافروف " ان ما نلاحظه الان في الشرق الاوسط
قد يكون الرغبة في التعويض بهذه الاجراءات الاستفزازية، عن فقدان المواقع
في الاقتصاد وميدان المال".
واوضح الوزير انه "لا يستبعد ان تتمخض
العمليات الاقتصادية العميقة، التي تزيح مراكز ثقل تطور العالم من قسمه
الغربي الى مناطق اخرى، وبالمرتبة الاولى، الى منطقة اسيا والمحيط الهادي،
تتمخض عن قدرات اقتصادية متنامية في سياق تعدد الاقطاب.
واكد وزير
الخارجية الروسي ان "القوة الاقتصادية والمالية توفر النفوذ السياسي،
ويتعين مراعاة هذا، ومن الضروري تغيير نظام ادارة شؤون العالم".
وذكر
بانه جرى الاخذ بوجهة النظر هذه في قمة "مجموعة الـ20"، حيث اتخذ قرار
اصلاح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عن طريق منح الانظمة الاقتصادية
النامية عددا كبيرا من الاصوات.
وقال لافروف انه "لربما يبدو هذا
للبعض في الغرب، ظاهرة سلبية للغاية، لان مواقعهم في الاقتصاد والميدان
المالي اخذت تضعف". واشار الى ان محاولات التحريض من الخارج على تغيير
الانظمة في مختلف الدول عن طريق تهيئة الظروف الضرورية لذلك لدى الرأي
العام، وطرح تقييمات احادية الجانب، كل هذا يستهدف تفضيل المنفعة
الجيوسياسية الانية على مهمة تأمين تنمية الدول باطراد وثبات، وفق مصالح
شعوبها.
واكد الوزير " وما هذه الا محاولات للتدخل في العملية التاريخية الطبيعية، ومحاولات لتغيير التاريخ في صالحهم".
المصدر: وكالة انترفاكس ووكالة ايتار ـ تاس