البحرين... ثورة خارج الوقت؟

البحرين... ثورة خارج الوقت؟
فيصل حسين الأشمر

في زحمة ثورات الربيع العربي، وبغض النظر عن مدى تدخل الغرب في تحريكها واستمرارها، كانت قد خرجت مجموعات من المواطنين البحرينيين للمطالبة بحقوق لهم يحرمهم منها نظامهم الذي من المفترض أن يكون عادلاً في الرعية كما يتشدق صباحاً مساءً أعوان السلطان البحريني.

كان أمل هؤلاء المواطنين المسالمين كبيراً في أن يحققوا بعض ما حققه الشعب التونسي، أو القليل مما اختلج في بال الشعب المصري، لكن الثورة هنا – في البحرين – لم تكن كالثورة هناك – في تونس ومصر وغيرهما – لسبب وحيد فقط: أن هؤلاء من المسلمين الشيعة، رغم أن هناك قيادات سنية طالبت منذ عقود كما تطالب حالياً بنفس ما يطالب به أبناء الاكثرية الشيعية في مملكة البحرين، والقيادي إبراهيم الشريف رئيس حركة وعد والشاعر محمد البوفلاسة اللذين اعتقلا في سجون النظام خير دليل على أن الثورة تضم أبناء السنّة كما تضم أبناء الشيعة.

إن هؤلاء الثوار المطالبين بحقوق ستشمل نعمتُها أبناء البلد كله، من سنة وشيعة، لم يستطع أي مراسل لأية وكالة عربية أو أجنبية أن يلمح في يد أي فرد من أفرادها لا مسدساً ولا قنبلة ولا حتى عصا يتم اتهامها في آخر ما يرد من أخبار بأنها جزء من مشروع إيراني – حزب اللهي لضرب منطقة الخليج، وزعزعة استقرارها، وبأن سبب محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن ـ المزعومة ـ رد على فشل إيران في البحرين. هكذا يحمّلون هذه الثورة ما يفوق طاقة أبنائها أصحاب المطالب المحقة والمزمنة.

وهذا يقود إلى ملاحظة أن مطالب ابناء ثورة البحرين مطالب قديمة، سبقت ثورات الربيع العربي بسنوات طويلة، بل ربما كانت للشعب البحريني مطالب قبل أن توجد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يتهم مؤيدوا النظام البحريني أبناءَ الثورة بأنهم أتباع لها، ينفذون أجندتها في منطقة الخليج.

لا أدري ما التهمة التالية التي سيتم لصقها بثورة الشعب البحريني، لكن لا أستبعد أن يتنطح غداً من يقول: إن الثوار البحرينيين يحاولون نصب صواريخ من ترسانة حزب الله في إحدى مناطق البحرين لضرب المدن الإسرائيلية حين وقوع الحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني. لا شيء يُستبعَد عن أتباع السلاطين.