وصف حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني الثورات العربية
بالحراك الوطني الحقيقي الذي جاء نتيجة إرادة شعبية وانه من غير المنطق
أن يكون مشروعا أمريكيا.
واكد اهمية ان تتحلى القيادات لهذه الشعوب
العربية بالوعي، معتبرا ان "الانجاز الحقيقي للثورات العربية يقوم على
الابقاء على التفاهم والوحدة الوطنية وتجنب اي صدام".
واكد نصرالله
انه "بعد مضي عدة أشهر لانطلاق الثورات العربية ومن خلال تواصلنا ولقاءاتنا
والمعلومات التي جمعناها تأكدت الرؤية التي قلناها ان ما جرى حراك وطني
حقيقي في كل بلد، ما بدأ في تونس وبلدان عربية اخرى هو نتيجة ارادة شعبية
ووطنية ولم يكن مشروعا اميركيا والانظمة التي كانت موجودة، كانت انظمة
اميركية ولا يمكن ان تسقط اميركا انظمة خاضعة لها وباستثناء النظام السوري
فالباقية تابعة لامريكا، والأميركيون يحاولون حرف الثورات عن اهدافها".
وقال
نصر الله في مقابلة مع قناة "المنار" يوم الاثنين 24 اكتوبر/تشرين الاول
أن الأمريكيين "ركبوا موجة الثورات العربية وحاولوا حرفها عن أهدافها"،
موضحا أن الأمريكيين "عندما دخلوا على خط الثورات كان لديهم جملة أهداف،
منها تقليل الخسائر وتحسين صورتهم بالعالم العربي والاسلامي".
ونوه
نصر الله بأن "الامريكي يحاول ان يدخل شريكا في الانظمة العربية البديلة
الجديدة"، مذكرا بأن "المشروع الأمريكي وفكرة الشرق الأوسط الكبير هو تهديد
لكل شعوب هذه المنطقة، وأن أول تهديد في المنطقة هو وجود الكيان
الصهيوني".
وقال ان هذا "التهديد الجديد في الشرق الاوسط يقوم على
اعادة تقسيم المنطقة على اساس عرقي وطائفي تكون الدول فيها متصارعة، فتبقى
اسرائيل هي الدولة القوية الوحيدة".
واشار امين حزب الله في هذا
السياق الى ضرورة ايجاد تحالف إسلامي مسيحي وطني لمواجهة المشروع
الإسرائيلي والأمريكي والتيار التكفيري، وعدم الإصغاء إلى بعض الفتاوى التي
تحرم الاشتراك بالانتخابات.
وقال نصر الله ان "هذه التهديدات هي
تهديد للمسيحيين والشيعة والدروز والسنة ولكل شعوب المنطقة"، موضحا ان
"هناك تهديد ثالث متمثل بالتيارات التكفيرية المتشددة التي تأخذ القتل نهجا
وسبيلا".
ولفت الى ان "هذا التهديد لا يخص المسييحين او الاقليات في
المنطقة وفي لبنان بل الجميع"، وانه "لا يوجد اكثرية سنية تستهدف الاقليات
الدينية في المنطقة وبالتالي الاغلبية السنية ليست تهديدا وهي مهددة ايضا
بالعامل الاسرائيلي والمشروع الاميركي التقسيمي والتيارات التكفيرية".
كما
تطرق نصر الله الى مؤامرة ايران المزعومة لقتل سفير السعودية في واشنطن
قائلا "ان الأمريكيين طلبوا فتح خط تواصل دائم مع ايران مباشرة وسموا
جنرالا اميركيا واقترحوا اسم الجنرال الايراني الذي يريدون التواصل معه،
لكن ايران رفضت، كما انها تريد الحوار حول العراق وافغانستان وتعتبر ان
لايران تاثير هناك والرفض الايراني ازعج اميركا فقاموا بفبركة هذه
الاتهامات التي تهدف الى فتح الحوار المباشر مع ايران التي ما زالت ترفض
ذلك".
واوضح ان "الاميركيين طالما سعوا الى عقد لقاء ثنائي مع
الايرانيين والايراني لم يقبل يوما، ويمكن استخدام هذا الملف لفرض عقوبات
اضافية على ايران ولتوتير الاجواء بين ايران والسعودية ولتغذية الفتنة،
والسبب الرئيسي رفض ايران للخط المباشر مع اميركا".
وانتقد السيد
نصرالله تجاهل البعض لثورة البحرين وعدم التطرق اليها وقال بهذا الصدد:
"اشعر ان هناك مظلومية خاصة للشعب البحريني، كل الاسباب الموجبة للثورة في
تونس وليبيا واليمن موجودة في البحرين ايضا، البعض يتهموننا بتعدد المعايير
من موقفنا بسورية ولكن فليقولوا لنا عن مواقفهم مما يجري في البحرين الذي
هو حراك شعبي يواجه بالعنف، وحتى ان المعارضة البحرينية لا تجد قمرا صناعيا
للظهور عليه بينما الثورات العربية الاخرى تفتح لها فضائيات ويجب فتح
الفضائيات لكل الثورات، ولم نر اي سلاح مع المعارضة البحرينية".
كما
اشار نصر الله الى موضوع تبادل الاسرى مع شاليط واصفا هذا التبادل بالانجاز
الصافي، وقال ان "اسر شاليط والحفاظ عليه حيا لمدة 5 سنوات انجاز عظيم،
كما ان صمود شعب غزة بشكل خاص اساسي ايضا، وقيادة حماس صمدت طويلا وفرضت
شروطا، اذا، من اول الموضوع الى آخره هو انجاز صاف ويكرس ثقافة المقاومة
وخيار المقاومة".
المصدر: وكالات