العدد الدقيق .. فمن أين أتى آلاف المسلحين!؟

هذا هو العدد الدقيق لـ" المنشقين" عن الجيش السوري، فمن أين أتى آلاف المسلحين!؟
وانا اقول لنيوف وغيره العدد اقل بكثير وليس كل فار هو منشق
مقالة للصحفي المعارض نزار نيوف

حصلت قبل أيام من ضابط في "المباحث العسكرية" (الشرطة الجنائية السرية التابعة للشرطة العسكرية ، والتي تقوم باعتقال العسكريين المطلوبين) على أحدث برقيات" مذكرات البحث" التي يصدرها " فرع الشرطة العسكرية" ويعممها على كافة الجهات المعنية ( شرطة مدنية ، نقاط الحدود ، المخافر .. إلخ)!؟
مذكرات البحث ، كما أفترض أن السوريين يعرفون ذلك ، يجري تنظيمها ـ وفق قانون العقوبات العسكري ـ بعد تغيب العسكري عن وحدته ثلاثة أيام ( إذا لم يكن في إجازة أو نقاهة طبية أو ما شابه ذلك) وتسعة أيام ( إذا كان في إجازة أو نقاهة أو مهمة رسمية وتأخر عن الالتحاق بوحدته).. إلخ!؟
مذكرات البحث التي حصلت عليها تخص حصرا ما يسمى " المنشقين" عن الجيش ، أو ما تسميهم السلطة " الفارين لأسباب أمنية ورفض أوامر عسكرية في حالة الحرب" ، ولا تتعلق بالفارين الآخرين المطلوبين لأسباب " جنائية" محضة ( ارتكاب حوادث قتل ، حوادث سير ، تهريب .. إلخ)!؟
عدد " المنشقين / الفارين" وفق آخر مذكرة بحث صادرة بتاريخ الخميس 20 تشرين الأول / أكتوبر، وصل ـ بالعدد ـ 931 من مختلف الرتب ( ضباطا وصف ضباط وأفرادا). وكان الرقم الذي حصلت عليه من المصدر نفسه في 20 أيلول / سبتمبر ، أي قبل نحو شهر من ذلك ، حوالي 749 . أي أن الزيادة في عدد " المنشقين / الفارين" بلغت أقل من مئتين. ويشمل هذا الرقم جميع " المنشقين / الفارين" منذ بداي الانتفاضة!؟
علينا أن نحذف من هؤلاء كذلك حوالي 60 عسكريا رفضوا حمل السلاح ، سواء ضد الجيش أو ضد الأهالي ، وفروا إلى الأردن . ( نقلتهم المخابرات العسكرية الأردنية مؤخرا إلى ضواحي السلط ، حيث يجري التحقيق معهم ، بمعرفة وإشراف الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية واستخبارات الجيش الأميركي المرابط في قاعدة" الأزرق " الأردنية ، لانتزاع معلومات منهم تخص الوحدات العسكرية التي فروا منها ، وبشكل خاص الفرقة التاسعة والفرقة الخامسة والفرقة السابعة ، المرابطة على امتداد خط وقف إطلاق النار في الجولان).!؟
علينا أن نحذف من الرقم الإجمالي أيضا أكثر من 300 عسكري " فروا داخليا" والتحقوا بمناطق آمنة في أماكن سكناهم الأصلية في المحافظات التي ينحدرون منها ، وأثروا عدم حمل السلاح سواء ضد الجيش أو ضد المتظاهرين.
يجب أن نحذف من هؤلاء أيضا حوالي مئة عسكري أو أقل بقليل ممن " فروا" إلى لواء اسكندرونة المحتل / تركيا مع رياض الأسعد ، بغض النظر عن تسللهم لاحقا إلى سوريا بتوجيهات المخابرات التركية للقيام بأعمال قتل وتخريب في سوريا ، بحسب ما قالته صحيفة " نيويورك تايمز" قبل أيام!؟

في المحصلة ، ليس هناك من العسكريين الذين يحملون السلاح فعلا على الأرض أكثر من 400 عسكري ، بمن فيهم الذين قتلوا في مواجهات عسكرية في الرستن وحمص وغيرها خلال الأيام الأخيرة!؟ أما حكاية " العشرة آلاف جندي منشق" التي تحدث عنها رياض الأسعد الشهر الماضي ، فمجرد نكتة سخيفة تدعو لرثاء الإمكانيات العقلية ، وربما الأخلاقية أيضا ، لصاحبها!؟
من أين ـ إذن ـ جاء الأربعة آلاف أو خمسة آلاف مسلح الذين يحملون السلاح الآن فعلا على الأرض ، كما تقدر أعدادهم جهات غربية مختلفة استناداإلى معلومات السفارات الأجنبية في دمشق!؟ ( السفير الأميركي روبرت فورد نفسه ، تحدث مؤخرا في مداخلته مع " معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" عن أن العسكريين المنشقين "أعدادهم بسيطة" ، ولو أنه أعرب عن أمله بأن يصبحوا جيشا عرمرما في المستقبل القريب)!؟

ولماذا بدأ " المرصد السوري لحقوق الإنسان" مؤخرا استخدام تعبير " مقتل كذا عسكري .. على أيدي جنود يعتقد أنهم منشقون" !؟ ومن طلب منه البدء في استخدام هذه العبارة!؟

قريبا سينشر مركز أبحاث بريطاني صورة طبق الأصل عن مذكرة أرسلها أحد أعضاء "مجلس الإدارة" في " شبكة الجزيرة" إلى جهة ديبلوماسية رفيعة في أوربا ، ربما يكون فيها حل هذا " اللغز" المتعلق بهذه الأمور كلها!؟

على أي حال ، سيكتشف السوريون لاحقا ، وآمل أن لا يكون ذلك بعد فوات الأوان ، أنه ما من حدث في التاريخ المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية ، أو على الأقل بعد انتهاء " الحرب الباردة" ، شهد حملة تضليل إعلامي وكذب وتدجيل على الرأي العام واحتقار لعقول الناس ، وبهذه الكثافة وهذا الدفق الخرافي في حجمه ، مثلما يشهد الحدث السوري الراهن منذ سبعة أشهر حتى الآن
وانا بدوري ارد على نيوف بان العدد اقل بكثير مما نشرته في مقالك وليس كل من فر من الجيش هو منشق