ضربة المقصّ .. القاضية .. بقلم الاسكندر طوسي

نجحت قوات الحرب الالكترونية الايرانية بالسيطرة على واحدة من أحدث طائرات التجسس الامريكية آر كيو 170 التي يستخدمها الجيش الامريكي و المخابرات الامريكية سي آي ايه في العمليات الخاصة جداً في أفغانستان و كوريا الشمالية .. حيث قامت الأجهزة الايرانية باختراق الترددات السرية للطائرة و فصلها عن القمر الصناعي الامريكي ثم التحكم بها و انزالها دون أضرار لتقوم الأجهزة العسكرية الايرانية بتفكيكها و تحليلها و بهذا تكون إيران قد حققت نصراً استراتيجياً غير مسبوق على الولايات المتحدة الامريكية .. فاكتشاف الطائرة رادارياً وهي المصممة لغير ذلك هو انتصار و السيطرة عليها و انزالها هو انتصار و تفكيكها و تحليلها هو اكبر انتصار ..
على الضفة الأخرى لنهر الأحداث قامت البارحة سورية بتنفيذأضخم مناورتين (عسكرية و اقتصادية) في تاريخها
لأول مرة منذ سنين : التلفزيون السوري يعرض أضخم مناورة عسكرية قام بها الجيش السوري ـ الذي يعتبر من أكبر عشرين جيش في العالم وفق بيانات منظمة دولية للتحليلات العسكرية ـ في الصحراء استخدم فيها الذخير الحية و صواريخ بالستية من نوع “سكود” وغيره بعيدة المدة ذات أجنحة ثابتة و متحركة تم تطويرها من قبل خبراء معامل الدفاع في سورية كما تحدث خبراء أجانب وصفوها بأنها قادرة على حمل رؤوس غير تقليدية و انها تتمتع بكفاءة عالية ضد الصواريخى الاعتراضية و نظام باتريوت الامريكي و شارك في المناورات الى جانب سلاح الصواريخ الاستراتيجية و التكتيكية سلاحي الجو و البر .. و وصف مراقبون الأمر بأنه أقوى رسالة سورية لحلف الناتو ومن يفكّر بالاعتداء على سورية تتلخص بأن سورية ليست ليبيا و ليست العراق و أنها ستشعل المنطقة بكاملها بقرار سيادي أصبح واقعاً.

في نفس اليوم قامت سورية بأكبر مناورة اقتصادية تضمن فرض عقوبات تاريخية على كل ما هو تركي المنشأ و المصدر يريد عبور الحدود السورية وصلت الى غرامات تقدّر بثلاثين في المئة ستخصص لتمويل التنمية الريفية.. اضافة الى ايقاف العمل باتفاقية التجارة الحرة مع تركيا.. و استيفاء سعر مرتفع على كل ليتر مازوت من الشاحنات التركية المتجهة الى تركيا ..
موقع الحقيقة المعارض وصف العملية بأنها رد الصاع صاعين لتركيا سيؤدي الى تفجير أزمة تركية بين حكومة أنقرة و اتحاد المصدّرين الأتراك ..
….
هذا و لم تغضب سورية بعد
كلمة ما تزال بعض الدوائر المقرّبة من صنع القرار الغربي ترددها في وجل .. فالمعلومات الأولية تشير الى أن الأقمار الصناعية التجسسية فوق سورية لم تسجّل سوى ما أراد الجيش السوري إظهاره لها الأمر الذي يفسّر انشغال المحللين الاجانب بالبحث عن حقيقة ما جرى أكثر من انشغالهم بكتابة التحليلات الصحفية
و في انتظار استفاقة الناتو و حلفائه من وقع ما حدث يجدر بنا ذكر المناورة السياسية التي أجرتها سورية مع جامعة الدول العربية في نفس الوقت لما سبق و فيها قامت الدبلوماسية السورية بأخذ الجامعة الى حافة الهاوية لتعرض بعدها المناورات المتنوعة و توقع خونة الجامعة العربية في قلب الهاوية .. فالعودة للوراء اصبحت منزلقاً خطيراً لهم و التقدم للأمام محكوم بنار جهنم .. فهل سيفهم أقطاب المؤامرة تلك الرسائل السورية الايرانية؟؟ هذا و لم نتطرق للموقف الروسي